Snippet

لا للفلول والعبرة فى قصيدة بيرم التونسى (البرلمان اللى فات)

المجلس عانى طوال ستون عاما من الفساد والمتربحين فمن فضلكم لاتعيدوا الفلول اليه امنحوا صوتكم للثوار ايا كانت انتمائتهم
 
 أخي الناخب الذكي.. يقول لك عمنا بيرم:
 لا تنس بتاتا ما حدث في " البرلمان اللي فات"  حتى لا تظل دورة بعد دورة بعد دورة "انتخابية"  تعد للثعلب لفاته وأنت تغنى له " الثعلب فات فات وف ديله سبع لفات .. والدبة وقعت في البير"  .. ياااااه (سبع لفات) !!
تكفى لفة واحدة حتى لا ندوخ السبع دوخات .. ولأجل ذلك لابد من معاقبة (سبع البرمبة) بانتخابات حرة شفافة نزيهة.
 وقبل ذلك بعقل واعي وذاكرة فولاذية .. لا تنس أبدا ً ما جرى في "البرلمان اللي فات"..  يقول شاعرنا الكبير :
                  
في البرلمان اللي فات عدينا كام سمسار
السمسرة صنعة أصلى والنيابة ستار
سمسار معاه الحصانة والحصانة جدار
يستر جرايم تدخل مرتكبها النار
سمسار في جيبه قضايا الناس في أجندة
عن عمدة ينشال وغيره يتعمل عمدة
ومهندس الري يترحل لأوغنده
وإذن تصدير يصدر ألف طن خضار
سمسار وكرامة يدخل الوزارات
يقضوا له صفين من بهوات ومن بشوات
ويعين ابنه الجهول في أرفع الدرجات
ولا يقول الحكومة موظفيها كتار
قالوا انتخابات حرة لازمة للبلد فورى
كدا الدساتير تقول والمدة دستوري
علشان تقوم لك مظاهرة في أربعين لوري
يستنخبوا المحترم بالطبل والمزمار
ولا زلنا مع البرلمان (اللي فات) .. لنتذكر معا:
 كيف كان أداء نائب دائرتنا؟
هل كان صارما ًودقيقا ًومخلصا في مراقبته ومتابعته لأداء السلطة التنفيذية؟
أم كان فقط (حاملا ً) للطلبات والالتماسات والقرارات منتظرا ً توقيع السادة الوزراء والسيدات الوزيرات ؟
لابد أخي الناخب قبل أن تعطى صوتك لنائبك .. أن تسأل نفسك:
 هل يستحق فعلا ًصوتك ؟
وهل احترامك وقدر مشاعرك وأنت جالس أمام التلفاز تتفقد الوجوه والحضور فلا تجده؟
أين هو نائب حارتنا ؟
أين "ذهب هذا المساء وكل الأماسى" ؟
لماذا لا نراه جالسا على أي كرسي من الكراسي؟
لماذا لا يحضر الجلسات؟
لماذا لا يجلس على كرسيه الذي أنفق من أجله عشرات الآلاف من الجنيهات؟
لماذا لا يشارك في المناقشات؟
لماذا لا يقدم استجوابات وطلبات إحاطة؟
لماذا لا يرفع صوته ويطالب بسحب الثقة من مسئول مهمل أو آخر فاسد؟
مما جرى في (البرلمان اللي فات) لابد وأن نتعلم أخي الناخب أختي الناخبة..  فلا نعطى ثقتنا وصوتنا لـ(اللهو الخفي) الذي يتكرم علينا بحضوره كل سنة مرة.
لن يحدث ذلك مرة ثانية يا (نايب حارتنا) وتوبة (من دى النوبة) .
واسمع معي ماذا يقول عمنا بيرم :
           
في البرلمان اللي فات اللي امتلأ محاسيب
كان يجرى قدام عنينا كل أمر عجيب
فيه لما كان الوزير يشخط ما يلقى مجيب
وإحنا اللي ياما هتفنا لهم وصوتنا
نايب حارتنا في يوم يحضر وعشرة يغيب

بالطبع أريد نائب يحافظ على حضوره ويداوم على الجلسات .. لأنه ببساطة حاضر عنى .

فإذا غاب غبت أنا وغابت قضيتي وغابت حقوقي وضاع صوتي.. وأنا "اللي ياما قاسيت" .

وكأن عمنا بيرم كان يشعر أبى ويتحدث بلساني .. يقول رحمه الله :
                      
في مجلس الأمة نايب عنه وكيله أمين
يا هلترا مين وكيلك في النيابة مين ؟
يحفظ حضوره مقامك وأنت من الغايبين
يعرف وجعتك ويطلب لك دوا ناجح
وأنت اللي ياما قاسيت في دولة الخاينين

بالطبع الناس في حاجة إلى توعية وفى حاجة إلى النصيحة .. فالنواب كثيرون (والنائبات أيضا ً).. والمرشحون كثيرون (والمرشحات كذلك) .. وقانا الله وإياكم شرور (الرشح) .

والمغريات كثيرة والوعود (على قفا من يشيل) والابتسامات والهبات واللحوم و( الهدوم ) توزع بلا حساب..  لكن (حاسب) أخي الناخب .

عمنا بيرم يقول لك (حاسب) !

نواب ونواب وحاسب يللى لك نايب
تعطى لخاين أمانتك ولا للخايب
حايحبك من تحسبه في محبتك دايب
وهو (بالذمة) لا مودى ولا جايب
وهو يكسب وأنت تطلع العايب
لكن كيف يكسب .. ؟ وكيف يربح ؟
وما هي السبل والطرق و( المسالك ) ؟
كيف يعوض المرشح هذه الملايين ( المتلتلة ) التي صرفها؟
سؤال حارت فيه العقول والأفهام .. وكلما قص على أحدهم قصة (مئات الآلاف) التي أنفقت والتي عادت ملايين (بقدرة قادر).. أقول (مش معقول) !
لكن عمنا بيرم الخبير المحنك (فاهم الفولة من زمان)..  ويعلم جيدا ً من يومه (إزاى يأكل على ضرسه)..  يقول:

 (وحياة غلاوتك) عندي لأشترى لك كرسي
وأدخل مزاد الكراسي زى ما ترسى
خمس فدادين حابيعهم واحسبيها قمار
ينحطوا للواجبات والفتة والأنفار
هذا هو إذا ً دليل الناخب الذكي كتبه لنا باحتراف الشاعر المخضرم بيرم التونسي قبل عقود .. حتى لا نقع في (الفخ)، أو نعطى صوتنا لشيطان "واحنا مفكرينه أخ "..  وحتى يشعر كل من حمل بطاقة انتخابية بأهميته وقيمته في المجتمع:
ويومها أعرف أنا آكل على ضرسي
يا حامل التذكرة أعمل بها سلطان
تأمر وتحكم ولا يحكم عليك إنسان
النائب اللي يجيلك يطلب الإحسان
ابحث في أصله وفصله وأوزنه بميزان
لا يكون عاملك ملاك طاهر وهو شيطان
يقبض مرتب وينسى العهد والإيمان
كتب شيخ شعراء العامية بيرم التونسي هذا الدليل ليحمله الناخب يوم الهياج والعواصف .. وحيث ترتبك العواطف .. ليتمكن الناخب من التمييز والاختيار والتفريق بين (الرجل) و (العيل) .. بين طالب المنصب والجاه والسلطة والأموال .. ومن يسعى بحق لخدمة الناس والتخفيف عنهم ورفع المعاناة والأثقال عن كاهلهم .
كتبه بيرم محذرا ً " أوعى اللي  مضى ينعاد" :

يوم الهياج والعواصف يظهر الصياد
يصطاد وجاهة وهيبة ومنظرة وإيراد
ويقول لك اسمه ربيع ثاني وهو جماد
من قبل ما التذكرة تتحط في الصندوق
اقلب وعاير وأوعى اللي مضى ينعاد

التذكرة في أيدك أنت تملكها ولا تملكك .. سطر فيها اسم ورمز من يشعر حقا بمعاناتك ويحترم إنسانيتك وترى فيه القدرة على حل مشاكلك وإيصال صوتك:

شوف مين يحس بأساك ويحس بوجودك
هوه اللي حيريحك هو اللي حيفيدك
والأمر أمرك ووحده ربنا سيدك
والأصدقاء واللي .. آخر الأزمان
يطبلوا يرقصوا .. التذكرة في أيدك

ولم يكتف بيرم بنصائحه الغالية للناخب..  إنما توجه أيضا للمرشحين وخاطبهم.
 وأول مطلب لبيرم أن يتوقف الهتاف للناخبين في سوق الهتاف الصاخب..  فالمرشحون ليسوا خضروات ولا فواكه ينادى عليها البائعون في السوق..  لكنهم أصحاب رسالة وفكر لابد وأن يعرضوا فكرهم ورسالتهم وبرامجهم من فوق منابر المناظرة والحوار..  حتى لا يختلط كل شيء وتضيع كل الأصوات وتختفي الأسماء في سوق الهتاف الذي يشبه تماما ًسوق الخضار:
في لوري رايح جماعة يهتفوا لفلان
ولوري راجع جماعة يهتفوا لعلان
لا مجلس الأمة سلعة تنشري بمزاد
ولا النيابة يا عالم كوسة وبدنجان
بيرم واضح وصريح.. ليس هناك منطقة وسطى..  ليس هناك "موافقة وموافقون "..  فأما أن تكون نائبا ً كفؤا كما يجب أو لا تكون:

إن كنت تعلم بأنك كفء متعلم
وأحسن وزارة تناقشها وتتكلم
وساعة الحق لا تفرط ولا تسلم
حلال عليك النيابة أو تريحنا
من دفع سبعين جنيه تقبضها وتبلم

وهنا يذكرهم بأمانة النيابة ومسئوليتها الجسيمة .
بيرم يقسم بالله تعالى أولا أن النيابة أمانة .. ثم يدعو بعد ذلك للناخب الغلبان
وشيء ما هنالك بين القسم والدعاء:

متصورين في الجرايد كل شكل جميل
حيبقى نايب عن الأمة ويبقى وكيل
والله النيابة أمانة والأمانة قليل
يا رب كون الوكيل عن عبدك الناخب
وابعت له نايب إذا مال الزمان ما يميل

لكن الأهم أنه يرشدهم إلى طريق الإصلاح الحقيقي وطريق حب وتقدير واحترام الناخبين .
فالنائب ليس بالشعارات ولا المهرجانات ولا بحجم إنفاقه على دعايته الانتخابية .. ولا كم عجلا ذبح.. "ولا عشان راكب عربية شبح" ، لكن بوعيه ومعرفته وانتمائه لأرضه ووطنه وسعيه لتنمية ثرواته واستخراج كنوزه :

بدل ما تعمل في حفل الانتخابات زينة
حاضر لنا عن فوايد أرضنا سينا
قول فيها بترول بطول العمر يكفينا
وفيها خامات حديد تهلك أعادينا
وأنت من غير تذاكر تبقى في عنينا

لا تتخيلوا فرحة المصري المخلص لوطنه عندما ينتخب الشعب مجلسا ً يعبر عنه ويمثله بصدق.. وعندما يكون نواب هذا الشعب المصري العريق على مستوى المسئولية علما ً وخلقا ً وثقافة .. وعندما يتساوى الجميع أمام القانون ويتوحد الجميع لنصرة المظلوم وتحقيق العدالة ومحاربة الفساد والقضاء على الفتن .
" ساعتها بس تقولي يا مصر فرحتي تامة"

يا فرحة القلب لما مجلس الأمة
يمثل الشعب في خاصة على عامة
وكلهم من ذوى الإقدام والهمة
والحق وحده على روس الجميع مرفوع
تقولي يا مصر يومها فرحتي تامة .

وفى الختام
أوجه
نداءا الى اهالى مطاى
لاتعيدوا الفاسدين والفلول الى البرلمان كفى ستون عاما من الفساد والرشاوى فهم من ارتبطت اسمائهم بنواب القروض ونواب الكيف والعلاج على نفقة الدولة من فضلكم امنحوا صوتكم للشرفاء ايا كانت انتمائتهم الحزبية والفكرية المهم هو ان يكون شرفاء ويرغبون فى انجاح الثورة وبناء دولة ديموقراطية مدنية حرة شعارها العدل والمساواة والحرية. 


                                                                          


ضع تعليق